آيات القرآن الكريم الكونية والإعجاز العلمى
هل هناك دليل مادى حاليا ً على أن القرآن هو كتاب الله ؟
بالطبع نعم . ولماذا ؟
إنك إذا قرأت القرآن تجد أن به صفات الله وتوحيده وقصص السابقين للإعتبار وأوامر ونواهى أمرنا
بها الله ونهانا عنها
غير مواضيع كثيرة متفرقة ، وما يخصنا الآن هى الآيات التى تتحدث عن الكون ، وقد إتضح فى
عصرنا هذا ( عصر العلم ) أن الآيات القرآنية التى تتحدث عن الكون إنما تصف لنا بدقة ما نكتشفه
اليوم وخاصة ً فى الفضاء والطب
فالكون كتاب الله المفتوح ، والقرآن الكريم كتاب الله المقروء ، والكون يشمل كل شئ فى السموات
والأرض وما بينهما ، وبهذا فإن ما نعلمه عن الكون بفضل الإكتشافات العلمية لا يزال ضئيلا ً
بالنسبة إلى ما لانعلمه أو لانستطيع تعريفه أو تعليله . وسوف نستعين بالعلم وبالآيات الكونية التى
وردت فى القرآن الكريم لإثبات قدرة ووجود ووحدانية الله سبحانه وتعالى من جهة ، وإثبات نبوة
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لغير المؤمنين به من جهة أخرى
وللقرآن الكريم أسلوبه الحكيم فى الدلالة على آيات الله فى الكون ، فالحديث عن الكون فى القرآن
الكريم يكاد لا يتوقف ، وفى أسلوب رائع وإعجاز علمى بالغ يوقظ عقل الإنسان فى رفق ويسر
ويخاطب كل البشر على إختلاف عقولهم وزمانهم
والقرآن الكريم حجة الله البالغة على عباده ، وينبغى أن لا يكون إدراك إعجاز القرآن قاصرا ً على
الإعجاز اللغوى البيانى ليتحدى فصحاء العرب ، فالإنسانية كلها بجميع شعوبها على إختلاف لغاتهم
مخاطبة به ومطالبة بالتسليم له أنه كلام الله ، ولهذا فلابد أن يتضح إعجاز القرآن لكل إنسان لتلزمه
حجة الله إن أبى الإسلام
ولابد إذن أن يكون لإعجاز القرآن نواح غير الناحية اللغوية البلاغية والبيانية . وهذه النواحى هى
بالتأكيد النواحى العلمية التى تظهر فى كل مكان وزمان والتى سيظل إعجازها حتى قيام الساعة
ومن المعروف أنه من سنن الله أن تكون معجزة الرسول فى نفس ما يشتهر به قومه
فقد إشتهر الفراعنه بالسحر ، ولذلك كانت كبرى معجزات سيدنا موسى عليه السلام العصا التى
تتحول إلى ثعبان
وإشتهر اليهود بالطب ، فجاء سيدنا عيسى عليه السلام بمعجزة شفاء الأكمه و الأبرص
وإشتهر العرب بالتمكن اللغوى والشعر فجاء سيدنا محمد عليه السلام بالقرآن فكان معجز للعرب
وأسلم الكثير بمجرد قراءته
ولقد مرت المعجزات التى جاءت على يد سيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهما السلام وبقيت معجزة
واحدة لرسول واحد على دين واحد ألا وهى القرآن معجزة الإسلام على يد محمد بن عبد الله ، لقد
ذهبت المعجزات كلها وبقى القرآن ، وتغيرت الكتب السماوية وحرفت ولم يتغير هو ولم يحرف
وكلما تقدمت العلوم وقفنا مبهورين أمام آيات القرآن التى ذكرت منذ أكثر من 14 قرنا ً ما يتوصل إليه
اليوم العلماء بعد مئات السنين من البحث والدراسة ، مما يدفعنا إلى السجود لله شكرا ً على المعجزة
التى بين أيدينا